أخي الكريم : إذا كانت لديك خواطر أو كتابات شخصية و تريد نشرها اضغط هنا

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

هي الدموع





هي الدموع تهشمنا سراباً في المدى دون رأفة بنا ، وتواصل تحطيم ما تركه الزمن فينا من بقايانا ...
أحياناً تهزمنا ، ونفشل في مواجهتها وإخفائها فيسألنا الناس : لم البكاء ؟ نحاول أن نجيبهم أنحن نبكي فرحاً و طرباً بالمجد أم ننزف حرقة وإحساسا بالضياع ، لكن لا نقوى ... لا نقوى على الإجابة ، فيزداد الدمع تدفقاً من الأعين حتى تتورم و تنتفخ .
أحياناً أخرى ننجح في تغيير مسارها إلى الداخل فننزف إلى هناك بلا توقف إعلاناً بالإنكسار والهزيمة والقهر ، وفي الخارج تماسكاً وصلابة زائفة ، نصنع لأنفسنا بطولات من ورق فنصير أبطالاً في وجه ضعفنا الإنساني الذي يلف الخاصرة .
هنا ...
لا أعرف لماذا أرى قيداً ... وعاصفة .
وهناك ...
عصفوراً سجيناً ! مازلت أسأل نفسي مالذي يجعل هذه العصافير تفر من أوكارها ليلاً ! تظل تطير وتطير إلى أن يحضنها الشوك بين ثناياه ، مازلت أبحث - بلا توقف - عن أصواتها ... لم يبق من صوتها وتغريدها غير أصداء تبعثرها الريح مع بضع ريشات فتنزوي أسفاً على الحياة ... والزمن .
لا أجد هنا غير جراح عصافير تئن في كلماتي ، ودموعاً نعانقها ما إن تفيض بها الأعين في الظلام .
الليل هنا طويل جداً ... ممل جداً ... والحزن ... قاتل جداً . نظل نصارع هذا الليل السرمدي البهيم ، ولكن ... دون جدوى ! ليصارعنا هو الآخر فنتبادل الأدوار ويستمر الصراع ... تارة يخدعنا ، وتارة نحدعه ، تارة نغيب عن الوعي ، وتارة نغفو وننظر عبر نوافذ الغرف ولكن ... لا نجد ضوءاً . حتى القمر حزم أمتعته وشد الرحال إلى بلاد بعيدة . لا نرى غير بقايا شارع وبضع أعمدة كهرباء تقف حزينة يتلبدها الظلام ، وأخرى متمايلة قد هجرها النور منذ زمن طويل .
مقتبسة من " خواطر رجل مسلوب " للكاتب : ابراهيم السبكي







Share

التعليقات: تعليق واحد

عندما أقول لك بأني أحبك فأنا لا أعدك بأن نجعل الفصول الأربعه جميعها ربيع فقد يزورنا خريف من الألم و شتاء من الحرقه ولكن كن متأكدا بأن الربيع سيعود يوما

إرسال تعليق

أعجبتك المدونة ؟ اضغط " مشاركة "

مدينة الخواطر تزرع الرومانسية في صدر العاشق وتخلق الروح الرومانسية في تصرفاته وسكناته فإن كنت تعشق فهذه الخواطر رسول حبك وسوف تعبر عن مشاعرك .. ! فكل خاطرة لها ذوقها وايقاعها وعاطفتها .. فبعض الخواطر تداوي الجروح والبعض الآخر يغرس الشوق والآخر ينمي الحب فاحرص أن تقرأها بتمعن ... ولا تنسى ... فهذا هو ذ. نزار

المشاركات الشائعة

أصدقاء المدونة على الفيسبوك

كن واحدا من أسرتنا

جميع الحقوق محفوظة © 2011 مدينة الخواطر